التكون المعجز لعنصر الكربون




هل تعلم لماذا يعتبر الكربون أساس الحياة؟


يعتبر الكربون العنصر الأساسي في تركيب جميع الكائنات الحية ، فجزيئات المواد العضوية التي تكون أجسام الكائنات الحية كالبروتينات والدهون والكربوهيدرات ما هي إلا مركبات مختلفة لذرة الكربون . 

والمدهش أن رات الكربون الموجودة في أجسامنا حاليا في أثناء قراءتنا لهذه السطور ما هي إلا بقايا لذرات الكربون التي نشأت في قلب النجوم العملاقة و انتشرت في الكون نتيجة انفجار هذه النجوم قبل ملايين السنسن! 

إذن كيف يتكون عنصر الكربون؟



يتكون هذا العنصر الهام في مراكز بعض النجوم بعد سلسلة من التفاعلات الكيمائية الخاصة والتي يعتبر حدوثها معجزة في حدّ ذاتها،

ولو لم تحدث هذه التفاعلات الإعجازية لما وجد عنصر اسمه كربون ولما وجدت الحياة أصلا، ونقول عن هذه التفاعلات بأنها إعجازية لأنها لا تحدث إلا في شروط وظروف خاصة وغير اعتيادية وخارج المألوف وخارج الاحتمالات، ويجب توفر كل تلك الشروط معا وفي آن واحد.


فما هي هذه الشروط يا ترى؟

يتكون عنصر الكربون في نوى النجوم عبر مرحلتين من التفاعلات المختلفة


 المرحلة الأولى

 تتمثل في اتحاد ذرتي هليوم لينتج من هذا الاتحاد عنصر انتقالي تحمل نواة ذرته 4 بروتونات و4نيوتورونات ويدعى هذا العنصر بـ’’بريليوم’’ Be.


المرحلة الثانية 



تحدث عندما تتحد ذرة هليوم ثالثة He بذرة البريليوم Be  ينتج عنصر الكربون C الذي تحمل نواة ذرته 6بروتونات و6نيوترونات.


ولكن هناك أمر غريب حقا


 فالبريليوم الناتج من المرحلة الأولى يختلف عن البريليوم الموجود كعنصر كيميائي في كوكبنا، فلو فحصنا خواص البريليوم الموجود على الأرض في الجدول الدّوري لوجدنا أن ذرته تحمل نيوترونا زائدا،

 أما البريليوم المتكون داخل النجوم الحمراء العملاقة فيختلف عن مثيله الأرضي، ويدعى حسب المصطلح الكيمائي بـ’’النّظير’’

 أما النقطة المهمة التي حيرت علماء الفيزياء لسنوات طوال فهي عدم استقرار هذا النظير المتكون داخل النجوم الحمراء العملاقة، وعدم الاستقرار هذا كبير لدرجة أنه ينحل خلال 1x10 ^ -15من -الثانية
(1 مضروب في 10 أس سالب 15) ثانية

 أي بعد -0,000000000000001 ثانية فقط بعد تكونه- !

ولكن كيف يحدث تحول مثل هذا العنصر القلق جدا إلى عنصر الكربون ؟


 إنّ العامل الرئيسي لتحويل هذا النظير إلى الكربون هو ذرة الهليوم، وهل نعتبر قدوم هذه الذرة محض مصادفة؟ بالطبع لا، وهل من الممكن أن تحدث عدة مصادفات  وينتج عنها شيء في منتهى الدقة كهذا !

ولكن الأمر بكل بساطة يتعلف بقدرة الله المبدع

فهذه ظاهرة تحدث في النجوم المسماة ب ‘’ العمالقة الحمر’’ وهي معجزة بالطبع وتدعى كيميائيا بـ: ‘’الرنين المزدوج’’، وتتمثل في اتحاد ذرتي الهليوم باستخدام رنينهما ليتكون رنين مزدوج ويضاف إليه خلال 1x10 قوة (أس) -15 ثانية ذرة ثالثة من الهليوم ليتشكل رنين آخر ينتج عنه الكربون،


وهذه الظاهرة لا يمكن أن تحدث إطلاقا تحت الظروف العادية. ولكن سبحان من أبدع وخلق فتبارك الله أحسن الخالقين


تعليقات